أحب الأعمال إلي الله

أحب الأعمال إلي الله

- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم:- أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الحال المرتحل. قال: يا رسول الله، من الحال المرتحل؟ قال: صاحب القرآن، يضرب في أوله حتى يبلغ آخره، وفى آخره حتى يبلغ أوله"
رواه الطبراني

كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصين على فهم الإسلام، وكانوا يبادرون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسؤال عما يحتاجون من أمور تقربهم إلى الله تعالى.

وليس عجبا إن السؤال عن خير الأعمال، وأفضلها، وأحبها إلى الله تعالى كثيرا ما كان يشغل الصحابة رضي الله عنهم، لحرصهم على المسارعة إلى الخيرات، واستبقاء خير الأعمال، والمداومة على ذلك، وقد تعددت إجاباته صلى الله عليه وسلم على أسئلة الصحابة عن الموضوع ذاته، وذلك لتعدد أبواب الخير، واتساعها، فضلا عن اختلاف السياق الذي يدور فيه الحوار، وعن اختلاف حالة السائل (المخاطب).

والحديث الشريف دعوة إلى الاستمرار في تلاوة القرآن المجيد، وحث على مداومة تعهده، لسرعة تفلته ونسيانه، ولا سبيل لتثبيته إلا بان يكون للمسلم ورد يومي للقراءة، وورد آخر للمراجعة، حتى يعيش في مأدبة القرآن الكريم، ينعم بظلاله ويرتشف من رحيقه، تلاوة وتدبرا، واستماعا وفهما.

وإذا أردنا أن نعايش بعض معاني الحديث الشريف الذي معنا، فانك تجد هذا الرجل يقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مستفهما مستوضحا، قائلا له:- يا رسول الله. اى الأعمال أحب إلى الله؟ فيجيبه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: الحال المرتحل.

اى أن أحب الأعمال إلى الله تعالى هو عمل الحال المرتحل، فمن الحال المرتحل؟